العاصمة الإدارية الجديدة
يعد مشروع بناء العاصمة الإدارية الجديدة ضمن المشروعات القومية، وقد حظي بأهمية كبرى عندما تم الإعلان عنه خلال فعاليات المؤتمر الاقتصادي "مستقبل مصر" في مارس 2015. وتمثل العاصمة الإدارية الجديدة في مصر تحولا كبيرا في التنمية العمرانية. ومن المتوقع أن يصبح وسط المدينة، قلب هذه المدينة الجديدة، مركزًا للاستثمار والحياة العصرية، حيث يوفر بنية تحتية محسنة ويقلل الازدحام في القاهرة. يعكس هذا المشروع الطموح رؤية مصر لمستقبل مستدام وحيوي اقتصاديًا. وتبلغ مساحة العاصمة الإدارية الجديدة بالكيلومتر حوالي 714 كم، وتقع العاصمة الإدارية الجديدة على حدود مدينة بدر، في المنطقة ما بين طريقي القاهرة السويس والقاهرة العين السخنة، مباشرةً بعد القاهرة الجديدة ومدينة المستقبل ومدينتي، ويسهل تخطيطها تنمية حضرية كبيرة ويعزز الوصول إلى الموارد الحيوية. تدعم البنية التحتية للمشروع مشهدًا إداريًا حديثًا، يستوعب مختلف الوظائف التجارية والسكنية.
تقسيم مساحه العاصمه الاداريه الجديده:
تم تقسيم العاصمة الإدارية الجديدة إلى مراحل، وذلك بسبب مساحتها الواسعة التي تفوق مساحات العديد من العواصم والدول المهمة. كل مرحلة بشكل منفصل على النحو التالي:
1- المرحلة الأولى: تبلغ مساحتها ما يقرب من 40 ألف فدان، أي ما يوازي 161.87 كم2 من إجمالي مساحة العاصمة الإدارية بالكيلو متر.
2- المرحلة الثانية: تبلغ مساحتها حوالي 47 ألف فدان، أي ما يوازي 190.2 كم2 من إجمالي مساحة العاصمة الادارية الجديدة بالكيلومتر.
3- المرحلة الثالثة: تبلغ مساحتها حوالي 97 ألف فدان، أي ما يوازي 392.54 كم2 من إجمالي مساحة العاصمة بالكيلومتر.
مميزات وعيوب العاصمة الإدارية الجديدة
مميزات العاصمة الإدارية الجديدة:
العاصمة الإدارية الجديدة مشروع ضخم يضم فرصًا اقتصادية واجتماعية متنوعة؛ وكان من أهدافه تقليل البطالة من خلال توفير فرص عمل مختلفة. كما تقدم العاصمة أنواعًا متعددة من الوحدات السكنية مع بدائل سداد مرنة، ومن المتوقع أن تستوعب 40 مليون نسمة بحلول عام 2050. تتوفر جميع الخدمات الأساسية والترفيهية بالكامل في العاصمة، مع تصاميم فاخرة للغاية للكمبوندات والمولات. ترتبط العاصمة بجميع المحافظات عبر شبكات النقل، وتضم مقرات حكومية، مولدات كهرباء، مساحات خضراء واسعة، مساجد، وكنائس. كما تحتوي المنطقة على مدارس وجامعات دولية، مراكز تسوق كبيرة، وهي مدينة صديقة للبيئة تعتمد على الطاقة الشمسية.
1- توفر العاصمة الإدارية فرص عمل متعددة، مما يسهم في تقليل معدلات البطالة.
2- تحتوي على عدد كبير من الوحدات السكنية المتنوعة من حيث الأسعار والمساحات، مع خيارات متعددة لطرق السداد.
3- تُعتبر من أكبر العواصم العالمية، حيث يُتوقع أن يصل عدد سكانها إلى 40 مليون نسمة بحلول عام 2050.
4- يتم ربط العاصمة الإدارية بجميع المحافظات عبر إنشاء خطوط السكك الحديدية.
5- تضم مدينة ترفيهية تُعد من بين الأكبر في العالم.
6- يتم بناء الكمبوندات والمراكز التجارية والأبراج وفق تصاميم عالمية، وتتميز العاصمة بتصاميم فاخرة تناسب جميع الأذواق.
7- تراقب الجهات المسؤولة في العاصمة الإدارية الشركات المطورة والمقاولين المنفذين للمشاريع.
8- تحتوي العاصمة الجديدة على مقرات الهيئات الحكومية والوزارات، مما يسهل إنجاز المعاملات الحكومية بسهولة ويسر، رغم أن البعض يعتبر ذلك من عيوبها.
9- تضم العاصمة الجديدة عددًا كبيرًا من مولدات الكهرباء، مما يضمن استمرارية الخدمات والمرافق دون انقطاع.
10- توفر العاصمة الإدارية مستوى عالٍ من الخصوصية للسكان بفضل تصميم الشوارع والمناطق السكنية.
عيوب العاصمة الإدارية الجديدة:
العاصمة الإدارية الجديدة مشروع طموح، لكن به العديد من السلبيات التي يمكن الحديث عنها. ولعل العيب الأكثر أهمية من بين الآخرين هو السعر المرتفع للغاية، سواء في الوحدات التجارية أو السكنية، مما يجعله غير مناسب لأي طبقة اجتماعية تقريبًا، على الرغم من أن هذه الأسعار تعكس التكلفة الحقيقية للبناء. وتتزايد هذه المخاوف لأن نقل الوكالات الحكومية قد يؤدي لاحقًا إلى الازدحام والاكتظاظ لأن حركة المرور والنقل ستزداد سوءًا قبل تطوير شبكة نقل مناسبة لدعم مواطنيها. علاوة على ذلك، فإن القرب من العاصمة القديمة يخلق أيضًا قلقًا بشأن الكثافة السكانية وتعطيل حركة المرور. كما أن نقل الوزارات والهيئات الحكومية إلى العاصمة الجديدة كان بمثابة سلاح ذو حدين؛ وفي حين أنها سهّلت الحصول على الخدمات، فقد ساهمت أيضًا في رفع الكثافة السكانية.
1- تعتبر أسعار الوحدات التجارية في العاصمة الإدارية الجديدة مرتفعة نسبياً، مما يعد من أبرز العيوب.
2- أسعار العقارات السكنية مرتفعة ولا تلبي احتياجات جميع الفئات الاجتماعية، لكنها تعكس التكاليف المرتبطة بتطوير هذه العقارات.
3- يشعر البعض بالقلق من احتمالية حدوث تكدس وازدحام بعد انتقال المؤسسات الحكومية إلى العاصمة الجديدة.
4- هناك تحديات تتعلق بحركة المرور والمواصلات، خاصة قبل أن تبدأ الحكومة في تحسين شبكة المواصلات.
5- قرب العاصمة الإدارية الجديدة من العاصمة القديمة (قلب القاهرة) يزيد من المخاوف بشأن الازدحام المروري وتكدس السكان.
6- من العيوب الرئيسية للعاصمة الإدارية الجديدة هو نقل الوزارات والمصالح الحكومية، حيث يمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية وسلبية.
أشهر مشاريع العاصمة الإدارية الجديدة
حي المال والأعمال
تم إطلاق مشروع حي المال والأعمال في عام 2017 كجزء من المرحلة الأولى لتطوير العاصمة الإدارية الجديدة، حيث بلغت الاستثمارات فيه حوالي 3 مليارات دولار.
يتضمن المشروع مجموعة متنوعة من المباني والوحدات التجارية والترفيهية والسكنية، بالإضافة إلى مقرات للبنوك والمؤسسات المالية، ومقر البنك المركزي. كما يضم البرج الذي يُعتبر الأطول في قارة أفريقيا، والذي يصل ارتفاعه إلى 385 مترًا.
برز حي المال والأعمال كأحد أبرز المعالم في أخبار العاصمة الإدارية الجديدة في عام 2020، حيث يُتوقع أن يصبح الوجهة الاستثمارية الرئيسية في العاصمة، إلى جانب المباني والأبراج الإدارية والمالية الأخرى.
من المتوقع أن تكتمل الواجهات الزجاجية للحي بحلول نهاية العام الحالي، بالإضافة إلى الانتهاء من البرج الأول بالكامل في نفس التوقيت.
مسجد الفتاح العليم
يُعتبر مسجد الفتاح العليم من أبرز المساجد في الوطن العربي والشرق الأوسط، حيث تمتد مساحته إلى 250 ألف متر مربع، ويستوعب حوالي 17 ألف مُصلٍ. يحتوي المسجد على أربع قباب رئيسية و21 قبة إضافية، فضلاً عن قاعتين مخصصتين للمناسبات وقاعتين لاستقبال الشخصيات البارزة.
بالنسبة لموقعه في العاصمة الإدارية الجديدة، فإنه يقع عند مدخل العاصمة على الطريق الدائري الأوسطي، وقد تم افتتاحه في السادس من يناير عام 2019 بالتزامن مع تدشين كاتدرائية ميلاد المسيح، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن. وقد شارك في بناء المسجد حوالي 1500 عامل من مختلف التخصصات، إلى جانب عدد كبير من المهندسين، مما أسفر عن إنشاء تحفة معمارية إسلامية تتسم بأحدث التصاميم.
البرج الأيقوني (برج العاصمة الادارية)
تم إنشاء حوالي 20 برجًا في العاصمة الإدارية لأغراض متنوعة، وقد تم الانتهاء من ثمانية منها حتى الآن. يُعتبر البرج الأيقوني الأكثر تميزًا بين هذه الأبراج، حيث يُعد الأطول في قارة أفريقيا بارتفاع يصل إلى 385 مترًا، ويتكون من 79 طابقًا.
من المتوقع أن يشتمل البرج الأيقوني على مجموعة من الشقق السكنية، فندق، مكاتب إدارية، سوق للذهب، سوق للإلكترونيات، بالإضافة إلى مجمع سينما ومسرح.
فيما يتعلق بموعد افتتاح أول أبراج العاصمة الإدارية الجديدة، يُتوقع أن يتم افتتاح البرج الأيقوني خلال شهر يناير المقبل.
متحف عواصم مصر
يستعرض المتحف تاريخ عواصم مصر المختلفة وأسباب انتقال العاصمة عبر العصور، حيث يحتوي على قاعة عرض رئيسية تضم مجموعة من الآثار المستمدة من عواصم مصر المتنوعة، مثل: منف، وطيبة، والإسكندرية، وتل العمارنة، والفسطاط، بالإضافة إلى القاهرة الخديوية والقاهرة الفاطمية.
في القسم الثاني من متحف العاصمة الإدارية الجديدة، يوجد جناح مخصص يستعرض مفاهيم العالم الآخر كما كان يراها قدماء المصريين، ويشمل ذلك مقبرة توتو، وقاعة مخصصة للموميات، إلى جانب مجموعة من الآثار الفرعونية.
يحتوي المتحف على أكثر من ألف قطعة أثرية تعكس تاريخ مصر القديم، بما في ذلك تمثال الملك رمسيس الثاني، بالإضافة إلى قاعات عرض مزودة بتقنيات الملتيميديا التي تقدم أفلامًا تفاعلية تسلط الضوء على تاريخ العواصم المختلفة.
القطار الكهربائى السلام – العاصمة الإدارية – العاشر
يمتد المشروع على مسافة 103 كيلومترات، حيث يتصل بالمرحلة الثالثة من مترو الأنفاق عند محطة عدلي منصور – جامعة القاهرة، كما يلتقي بمونوريل العاصمة الإدارية الجديدة في محطة العاصمة 2. بالإضافة إلى ذلك، سيرتبط المشروع بالقطار الكهربائي السريع الذي يربط بين العلمين والعين السخنة، والذي يتم إنشاؤه في العاصمة.
تعتبر محطة عدلي منصور في السلام هي المحطة الأولى للمشروع، حيث يمر القطار عبر مدن العبور والمستقبل والشروق وبدر والعاصمة الإدارية والعاشر من رمضان. وقد تم تجهيز المحطات بمناطق مخصصة لانتظار السيارات، مما يتيح للركاب إمكانية ترك سياراتهم أثناء رحلتهم بالقطار.
تتجلى أهمية هذا المشروع في دوره في ربط مدينة القاهرة الكبرى بالعاصمة الإدارية والمجتمعات العمرانية الجديدة والمناطق الصناعية، بالإضافة إلى خدمات المستثمرين. كما يسهم المشروع في تعزيز النمو والتطور في المجالات الصناعية والسكنية والتجارية، من خلال تحسين نظام النقل الجماعي.
أشهر شركات تطوير عقاري في العاصمة الإدارية الجديدة
شركة بيراميدز للتطوير العقاري: تأسست شركة بيراميدز للتطوير العقاري في مصر عام 1984، وسرعان ما توسعت لتفتتح فرعًا آخر في فرنسا عام 1989. حققت الشركة نجاحًا كبيرًا في السوق المصري من خلال تنفيذ عدة مشاريع سكنية واستثمارية، وأصبحت رائدة في مجال المولات والوحدات السكنية والشركات الكبرى في مصر.
شركة مصر إيطاليا: نجحت شركة مصر إيطاليا في ترك بصمة إيجابية في العاصمة الإدارية، مما عزز ثقة العملاء وزاد من فرص تفوقها على المنافسين في السوق. تعود أسباب نجاحها إلى خبراتها الواسعة في مجال التطوير والاستثمار العقاري التي تمتد لأكثر من 35 عامًا.
شركة تاج مصر للتطوير العقاري: تُعد شركة تاج مصر للتطوير العقاري واحدة من أفضل الشركات التابعة للمجموعة المصرية الدولية للإنشاءات، حيث تأسست عام 2006، مما ساهم في اكتسابها خبرات كبيرة وتكوين قاعدة عملاء واسعة. تعتمد الشركة على كوادر مهنية ذات مهارات فائقة، مما أتاح لها تقديم منتج عقاري فريد، وأسهم في تصنيفها كواحدة من أفضل شركات العقارات في مصر، وأهم الشركات في العاصمة الإدارية. تسعى تاج مصر لتحقيق التفوق من خلال استراتيجيات تركز على تقديم عائد استثماري مرتفع للعملاء وقيمة عقارية كبيرة، بالإضافة إلى توفير تجربة فريدة للمشاريع الاستثمارية.
شركة SAK العقارية: تتميز شركة SAK العقارية بأسلوب تطويري مبتكر، ناتج عن توافر مجموعة كبيرة من الخبرات البشرية في السوقين المصري والسعودي. قدمت الشركة العديد من المشاريع المميزة في العاصمة الإدارية، المنصورة، ومصر الجديدة، بالإضافة إلى أعمالها التطويرية في السعودية، مما جعلها واحدة من أفضل شركات العقارات في العاصمة الإدارية.
شركة نيو بلان للتطوير العقاري: تُعتبر شركة نيو بلان للتطوير العقاري من الشركات المميزة التي تجمع بين خبراتها في التطوير داخل مصر ومنطقة الخليج العربي، حيث تتجاوز استثماراتها 8 مليارات جنيه. أولت الشركة اهتمامًا كبيرًا لتقديم مشاريع سكنية واستثمارية في العاصمة الإدارية، حيث أطلقت حتى الآن 4 مشاريع متميزة.
أشهر المشاريع السكنية في العاصمة الإدارية الجديدة
3- كمبوند بوكا
4- كمبوند ريفان
9- كمبوند سين 7
10- كمبوند سبارك مول
12- كمبوند لافيردي
الختام
وفي الختام، فإن العاصمة الإدارية الجديدة في مصر مشروع طموح يهدف إلى إحداث تحول جذري في البنية التحتية والمناظر الطبيعية الحضرية داخل الأمة. ويسعى المشروع إلى الاستثمار والنمو الاقتصادي من خلال توفير بيئة معيشية كاملة مع فرص عمل متنوعة. وفي حين أن المزايا كبيرة، مثل التصميم المعماري وشبكات النقل على نحو فاخر، فإن بعض التحديات في المشروع تتعلق بأسعار المساكن المرتفعة، والخدمات المقدمة بشكل سيئ، والمرافق التي تلبي احتياجات السكان الذين يعيشون فيها.
وبالتالي، فإن الأمر يعتمد على قدرة الحكومة والمطورين على التغلب على هذه التحديات وخلق نهج متوازن بين التنمية الاقتصادية وتحسين نوعية الحياة لمواطنيها. ومن المتوقع أن تتحول العاصمة الجديدة إلى مركز نابض بالحياة للتراث والحداثة معًا، مما يعكس رؤية مصر لمستقبل أفضل.
خريطة العاصمة الادارية الجديدة
اضغط هنا لتحميل خريطة العاصمة الجديدة: خريطة العاصمة الجديدة PDF
